الوجودية قسمان:
1- الوجودية الصوفية : ويسمونها ( الوجودية المؤمنة ) وأشهر زعمائها ( كارل ياسبرز ) المتوفى سنة (1969)م.
2- الوجودية الإباحية : ويسمونها ( الوجودية الملحدة ) وهي المقصودة إذا قيل: الوجودية بإطلاق.
فأما الوجودية الصوفية فهي مثال المعاناة القاسية، الناتجة عن عدم الثقة في العقيدة النصرانية، مع إلحاح الفطرة على ضرورة الإيمان، دون أن تهتدي للإيمان الصحيح، فأصحابها لا ينكرون وجود الله، ولكنهم غير مقتنعين بإله الكنيسة، فراحوا يتخبطون في متاهات التصوف الهندوسي وغيره.
وأما الوجودية الإباحية، فأصلها الفيلسوف اليهودي الألماني ( نيتشه ) المتوفى سنة (1900م) وقد كان بحكم يهوديته عدواً للنصرانية، فأعلن بجرأة أن (الرب قد مات) وحل محله الإنسان الأعلى ( سوبرمان ) الذي يمثله مجموعة مختارة من الأفذاذ، يجب أن يخضع لهم سائر الناس.
وأعلن أن النصرانية هي أغلال وقيود، تقضي على إنسانية الإنسان وحريته، وتجعله عبداً ذليلاً لمجموعة رجال الكنيسة.
ورأس الوجودية الإباحية في القرن العشرين هو ( سارتر ) المتوفى سنة (1980م)، وهو يهودي فرنسي، نشأ أول أمره اشتراكياً، ثم أحيا مذهب سلفه ( نيتشه ) فدعا للوجودية، ولكنه لم يستخدم العقل والفلسفة، وإنما استخدم الأدب، حيث العاطفة والحلم والأسطورة، وبذلك أتاح لفكرته رواجاً أكبر، وتجنب بها ميدان العقل، ليقيها من النقد الفلسفي الذي لا تستطيع أن تصمد أمامه.